في السنة الثالثة للهجرة النبوية الشريفة، وصل خبر إلى النبي المصطفى عليه السلام أنّ جمعاً من قبيلة غَطَفان المشركين تجمعوا في ناحية اسمها " ذو أَمَر" يريدون قتاله فخرجَ إليهم القائد الأعظم من المدينة المنورة يوم الخميس في الثاني عشر من شهر ربيع الأول وخلف على المدينة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه فغاب صلى الله عليه وسلم أحد عشر يوماً وكان معه أربعمائة وخمسون رجلاً. ولمّا سمع المشركون بخروجه إليهم هربوا منه إلى رءوس الجبال، ووصل النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم فعسكر هناك وهطل المطر الغزير فابتلّت ثياب رسول الله عليه السلام فنزل تحت شجرة هناك ونشر ثيابه لتجف وذلك بمرأى من المشركين فبعثوا من بينهم رجلاً قوياً يقال لهُ " غَورث بن الحارث " وقالوا له : إن الفرصة مؤاتية لقتل محمد والعياذ بالله. وكان الرسول عليه السلام قد تنحى جانباً وصار بعيداً عن مرأى الصحابة الكرام فأتاه غورث بن الحارث وبيديه سيفه من الخلف فقام رسول الله عليه الصلاة والسلام وتواجها فقال غورث يامحمد ، من يمنعك مني اليوم، قال له نبينا : الله وكان سيدنا جبريل عليه السلام قد جاء فدفع غورث في صدره فوقع السيف من يده فأخذه النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم فقال : من يمنعك مني؟ قال : لا أحد ..وأنا أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله والله لا أكثّر عليك جمعاً أبداً ، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه. فلما رجع غورث إلى أصحابه قالوا : ويلك ،،مالك؟؟ فقال نظرتُ إلى رجل طويل فدفع في صدري فوقعت لظهري فعرفت أنه ملك وشهدتُ أنّ محمداً رسول الله والله لا أكثّر عليه جمعاً ، وصار يدعو قومه إلى الإسلام. فنزلت الآية الكريمة "يا أيها الذين ءامنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ همّ قوم أن يبسطوا إليكم أيديَهم فكفّ أيديهم عنكم، واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون"
القسم : صفات الحبيب محمد وشمائله - الزيارات : 2129 - التاريخ : 27/1/2012 - الكاتب : عاشق المصطفى