أُمُّ كُلْثُوْمٍ بنت سيد البشر بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمها خديجة بِنْت خويلد. والصحيح أن أم كُلْثُوم أصغر من رُقيَّة، لأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زوج رقية من عُثْمان، فلما توفيت زوّجه أم كُلْثُوم، وما كان ليزوج الصغرى ويترك الكبرى، والله أعلم. وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد زوّج رقيّة وأم كُلْثُوم من عُتبة وعُتَيبة ابني أبي لهب، فلما أنزل الله عَزَّ وجَلّ: " تبّت يدا أبي لهب "، قال أبو لهب لابنيه: رأسي من رؤوسكما حرام إن لم تطلقا ابِنْتي مُحَمَّد. قالت أم جميل أمهما حمالة الحطب بِنْت حرب بن أميَّة لابنيها: إن رقية وأم كُلْثُوم قد صَبَتا، فطلقاهما. ففعلا، فطلقاهما قبل الدخول بهما. فزوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم رقية من عُثْمان، فلما توفيت زوجه أم كُلْثُوم رضي الله عنهم. ولهذا كان يقال له: ذو النورين. روى سعيد بن المسيّب: أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم رأى عُثْمان بعد وفاة رقية مهمومًا لهفان، فقال له: "ما لي أراكَ مهمومًا؟ " قال: يا رسول الله، وهل دخل على أحد ما دخل عليّ، ماتت ابنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم التي كانت عندي، وانقطع ظهري، وانقطع الصهر بيني وبينك. فبينما هو يحاوره إذ قال النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم: " يا عُثْمان، هذا جبريل عليه السلام يأمرني عن الله عَزَّ وجَلّ أن أزوّجك أختها أم كُلْثُوم على مثل صَداقها، وعلى مثل عِشرتها ". فزوجه إياها.
وقد ورد في ترجمة أم عياش مولاة رقية أنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء، ومن حديث أبي هريرة رفعه: أتاني جبرائيل فقال إن الله يأمرك أن تزوج عثمان أم كلثوم على مثل صداق رقية وعلى مثل صحبتها.
خرجت أم كلثوم إلى المدينة لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم مع فاطمة وغيرها من عيال النبي صلى الله عليه وسلم فتزوجها عثمان بعد موت أختها رقية وكان نكاحه إياها في ربيع الأول من سنة ثلاث، وبنى بها في جمادى الآخرة من السنة، ولم تلد منه ولدًا، وتُوُفِّيَتْ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ تِسْعٍ، وصلى عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وعن أسماء بنت عميس قالت: أنا غسلت أم كلثوم وصفية بنت عبد المطلب. وقيل: إن أم عطية أيضا شهدت غسلها وتكفينها. ونزل في قبرها عليّ، والفضل، وأسامة بن زيد.
وعَنْ أَنَسٍ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا عَلَى قَبْرِهَا -يَعْنِي: أُمَّ كُلْثُوْمٍ- وَعَيْنَاهُ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ: (فِيْكُم أَحَدٌ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَة؟). فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَنَا. قَالَ: انْزِلْ في قبرها. وقيل: إن أبا طلحة الأنصاريّ استأذن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أن ينـزل معهم، فأذن له، وقال: " لو أن لنا ثالثة لزوجنا عُثْمان بها ". وفي رواية:َ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوْكُنَّ عَشْرًا، لَزَوَّجْتُهُنَّ عُثْمَانَ).حَكَاهُ: ابْنُ سَعْدٍ.
رضي الله عنها وعن أخواتها وجمعنا معهن في مقام كريم.
القسم : أولاد وأزواج الحبيب محمد - الزيارات : 2119 - التاريخ : 12/2/2012 - الكاتب : عاشق المصطفى