فجرُ الربيعِ بمكةٍ فجرانِ صبحُ الضياء و مولدُ العدناني
و الكونُ بعد الجاهليةِ أشرَقت بمحمدٍ في أُفقِهِ شمسانِ
شمسٌ تغيبُ ليومها و محمدٌ شمسٌ تضيءُ على مدى الأزمانِ
بربيع عام الفيل وافى نجمه ولد الحبيب وشُرِّف الكونان
ولد النبيّ المصطفى فتطأطأت أوثان أهل الشرك والبهتان
وتكسّرت شرفات كِسرى رهبةً حتى تزلزل صاحب الإيوان
غاضت بحيرة ساوةٍ وتقهقرت جندٌ لأبرهة العتيّ الجاني
نيران فارس قد خبت، وبشائرٌ جاءت كماء المُزنِ للعطشان
وهواتفٌ نطقت بمسعد مولدٍ فاحلولت الصحراء بالألواان
وأضاء بُصرى في الشآم بنوره فرحًا بأحلى مولدٍ مُزدان
وادي السّماوة فاض ماؤه فجأةً فانظر لنور كماله الرّبّاني
إبليس رَنّ يخاف نورَ مُحَمّدٍ نورًا يقضّ مضاجِعَ الشّيطانِ
نورًا بدا، بعد الرّدى، رغم العِدى طول المدى، فيه هدى الحيران
كل الملائك هلّلت لقدومه يا مرحبا بهديّة الدّيّان
وُلد الذي بهر العقول منوِّرًا بالعلم والأخلاق والرِّضوان
وُلد الذي فتح الممالكَ هديه فالعدل فيها راسخ البنيان
وُلدَ الذي لولاه ما اشتدت عُرَى صِلةُ الأخوةِ في حِمى الإيمانِ
وُلد الذي لولاه ما عُرفت لنا تلك الحضارةُ في علا الإنسانِ
نورٌ على نور بأبهى طلّةٍ فاقت بهاء النّخل في بغدان
نورٌ على نور بأجلى بسمةٍ فاقت سناء الدُّرّ والمرجان
نورٌ على نور بأحلى حُلّةٍ لله دَرّ جماله الفتّان
هو أحمد ومحمّد هو عاقب والحاشر الماحي عظيم الشان
هو دعوة لخليل ربّ الأنبيا بشرى المسيح ورحمة الرحمن
هو سيّد السّادات غلّاب الهوى روح الوجود وكامل العرفان
هو أوّلٌ بالفضل غير منازَع ما عُدّ يومًا في الشمائل ثاني
هو مقصد الإرشاد حالَ حياته والقبر صار مَحَجّة الرُّكبان
فلأجله خَلَق الإله حياتنا ونِعاله أعلى من التِّيجانِ
كلُّ الوقار لسيدي وجلالةٌ وقداسةٌ ومهابة الشجعان
هذا الذي قهَر الكتائب بأسه هذا الهمام وفارس الفرسان
هذا الذي جمع المحاسن كلّها من معدنٍ في طينه نوراني
هذا الذي في حبّه منجاتنا يُفدى بنفسي مع نفيسٍ فاني
ماذا عساي أقول في شعري وما أوتيتُ إلا من فُضول بيانِ
ماذا عساي أقول في أوصافه والنّعت فوق مشاعري ولساني
ماذا عساي أقول في خُلُق الذي شَهِدت بفضله أَنجُم الإحسان
ماذا عساي أقول في مدح الذي صلّى عليه الله في القرآن
صلّى الله على محمّد
صلّى الله على محمّد
صلّى الله على محمّد
|